Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

هدنة اليوم الواحد تمنح السودانيين متنفسا

 منحت هدنة الساعات الأربع والعشرين بين طرفي القتال في السودان التي دخلت حيز التنفيذ فجر السبت واستمرت 24 ساعة، السودانيين لاسيما سكان العاصمة الخرطوم متنفسا نادرا منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، اذ أكدوا أنها وفرت هدوءا لم يعهدوه خلال اتفاقات سابقة خرقها الجانبان.

وبعد ساعات من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ أفاد سكان في الخرطوم وكالة فرانس برس بأن الهدوء ساد مختلف أنحائها، ولا يسمعون أصداء قصف أو اشتباكات أو طيران حربي.

وبعد ساعات من دخول الهدنة القصيرة التي أعلن عنها بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيز التنفيذ، شهدت العاصمة هدوءا نسبيا.

وعادت حركة خجولة إلى الطرقات في الخرطوم، وزادت حركة باصات النازحين باتجاه شمال أم درمان ومناطقها الغربية.

وعلى الرغم من أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة، لكن توقف المعارك ليوم واحد، أتاح لأهل العاصمة شراء احتياجاتهم الضرورية من دون الوقوع في شرك الاقتتال.

وقال محمد رضوان الذي يقطن بجنوب الخرطوم أثناء تبضعه في أحد أسواقها إن «الهدنة فرصة بالنسبة لنا للحصول على مواد غذائية بعدما عشنا الفترة الماضية على مواد محددة».

وأكد أنه انتظر «حتى مرت أربع ساعات» على بدء الهدنة ليتأكد من ثباتها، قبل أن يخرج لشراء الحاجات الرئيسية مثل الخضار والفاكهة ومواد تموينية.

وقال علي عيسى الذي يعمل في محطة مؤقتة للحافلات «زادت الأعداد بصورة كبيرة، بل تضاعفت أعداد المتجهين الى مدني والقضارف وسنار وكوستي مع بدء سريان الهدنة»، في إشارة الى مدن تقع جنوب الخرطوم.

لكن محمود بشير الذي يقطن وسط ضاحية بحري بشمال العاصمة قال «هدنة يوم واحد أقل من طموحنا. نتطلع الي إنهاء شامل لهذه الحرب اللعينة».

وقبل بدء سريان هدنة «اليوم الواحد» أبلغ سكان عن إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل على الضفة الأخرى من النهر، والتي شهدت أيضا ضربات جوية.

وكما سابقاتها من الاتفاقات، ركزت الهدنة القصيرة على تأمين وصول المساعدات الانسانية الى سكان السودان المقدر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلا من الأكثر فقرا في العالم.

وعلى الرغم من ذلك، شكك مراقبون في أن تؤسس الهدنة لمسار مختلف طالما الظروف هي ذاتها.

وقال الأستاذ في جامعة غوتنبرغ السويدية علي فيرجي «للأسف الحوافز لم تتغير (…) لذا يصعب تصور أن هدنة تقوم على الارتكازات الأساسية ذاتها، وخصوصا لهذه المدة الوجيزة، ستكون نتيجتها مختلفة بشكل جذري».

الا أنه تابع بالقول «بعض التراجع في مستوى العنف سيكون أمرا مرحبا به من قبل من يعيشون تحت الرصاص».

وجاءت الهدنة غداة تجديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثقته بمبعوثه الألماني فولكر بيرتس، بعدما اعتبرته الحكومة السودانية شخصا «غير مرغوب فيه».

واعتبر المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أن إجراء الخرطوم يتنافى ومبادئ الأمم المتحدة و«لا يمكن تطبيقه»، مؤكدا أن صفة بيرتس «لم تتبدل راهنا ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الاسبوع الفائت»، في إشارة الى الثقة التي أعرب عنها حياله.

وكانت الخارجية السودانية أكدت الخميس الماضي أن الحكومة أخطرت الأمين العام بإعلان بيرتس «شخصا غير مرغوب فيه»، وذلك بعد امتناع المنظمة عن التجاوب مع طلب البرهان استبدال بيرتس إثر اتهامه بتأجيج النزاع.

في هذه الاثناء، حذر رئيس بعثة الصليب الأحمر المنتهية ولايته ألفونسو فردو بيريز من أن الوضع الصحي «قابل للانهيار في أي وقت» خصوصا في الخرطوم ودارفور.

في السياق، أعلنت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور أن مدينة الجنينة، عاصمة الولاية، شهدت هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم، والملاجئ التي كانوا لجأؤوا إليها خلال الأحداث السابقة، منذ تاريخ 20 أبريل الماضي وحتى الآن.

وأشارت الهيئة، في منشور أوردته عبر حسابها بموقع «فيسبوك» امس إلى «انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها للولاية لتتحول إلى مدينة أشباح».

ولفتت الهيئة إلى أنها رصدت خلال هذه الأحداث العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منها «قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم، والإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحاميين، وتقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب وحتى مصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها، وقتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح، داخل منازلهم، وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه ومنع الناس من مغادرة المدينة المنكوبة بالحصار المطبق من كل الجهات، ومنع إمكانية وصول أي مساعدات أهلية من المحليات المجاورة».

الى ذلك، قالت الخارجية الأميركية إنها تدعم منصة يطلق عليها «مرصد نزاع السودان» لنشر نتائج عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للقتال ووقف إطلاق النار.

ووثق تقرير أولي للمرصد تدميرا «واسع النطاق وموجها» لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات.

كما وثق ثماني هجمات «ممنهجة» لإحراق الممتلكات عمدا دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *