في تكرار لسيناريو الانتخابات الرئاسية عام 2020، حصل المرشحان الرئيس الديموقراطي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب على ما يكفي من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية لكي يضمنا ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
وكانت نتائج الانتخابات التمهيدية لكل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في ولايات جورجيا وميسيسيبي وواشنطن متوقعة عمليا، بعدما فاز بايدن وترامب في كل المواجهات الانتخابية داخل حزبيهما.
وعلق بايدن على فوزه المتوقع بالقول: «يشرفني أن التحالف الواسع من الناخبين الذين يمثلون التنوع الغني للحزب الديموقراطي في كل أنحاء البلاد قد وضعوا ثقتهم بي مرة أخرى لقيادة حزبنا وبلدنا في لحظة أصبح فيها التهديد الذي يشكله ترامب أكبر من أي وقت مضى».
وكان ترامب قد بات وحيدا في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بعدما أزاح من دربه جميع المنافسين، وآخرهم نيكي هايلي التي انسحبت من السباق الحزبي في السادس من مارس، في ظل الفارق الكبير بينها وبين ترامب.
وقد أعرب ترامب، عن سعادته في تمثيل الحزب الجمهوري.
وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال» Truth Social: «إنه لشرف عظيم لي أن أمثل الحزب الجمهوري كمرشحه الرئاسي. إن حزبنا متحد وقوي، ويدرك تماما أننا نخوض الانتخابات ضد الرئيس الأسوأ والأكثر عجزا وفسادا وتدميرا في تاريخ الولايات المتحدة».
وأوجز ترامب الملفات التي سيركز عليها في حملته وقال: «الملايين من الناس يغزون بلدنا، العديد منهم من السجون والمصحات العقلية في بلدان أخرى. إن أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم تخنق طبقتنا المتوسطة العظيمة، واقتصادنا سيئ، وسوق الأوراق المالية لدينا ترتفع فقط لأن استطلاعات الرأي تشير بقوة إلى أننا سنفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024».
ووصف الرئيس السابق خلفه جو بايدن بـ«المحتال يستخدم نظام الظلم لملاحقة خصمه السياسي». وتابع: «سوف نستعيد بلدنا الذي كان عظيما، ونضع أميركا أولا، ونجعل أميركا عظيمة مرة أخرى أعظم من أي وقت مضى. سيكون الخامس من نوفمبر بمثابة أهم يوم في تاريخ بلدنا!»
وكان بايدن بحاجة إلى أصوات 1968 مندوبا للفوز بالترشيح من إجمالي 3934، وقالت شركة إديسون للأبحاث إنه تجاوز هذا الرقم مساء الثلاثاء مع بدء ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية في جورجيا، كما حقق بايدن الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب في ميسيسيبي، حسبما تقارير إعلامية أميركية.
ولم يواجه بايدن سوى معارضة رمزية في الانتخابات التمهيدية لحزبه، على الرغم من أن النشطاء الليبراليين المحبطين بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة أقنعوا أقلية كبيرة من الديمقراطيين باختيار «غير ملتزم» بدلا من بايدن في بطاقة الاقتراع.
وبعد ساعات، حصد ترامب أصوات 1215 مندوبا المطلوبة لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ أجرت أربع ولايات انتخابات، بما فيها جورجيا التي يواجه فيها ترامب اتهامات جنائية بسبب مساعيه لإلغاء نتائج الولاية في اقتراع 2020.
وصعد بايدن وترامب لهجتهما ضد بعضهما البعض بعد انتخابات «الثلاثاء الكبير» الأسبوع الماضي، حيث فاز كلاهما بأغلبية ساحقة في المواجهات الخاصة بالحزبين. وتدخل الآن المعركة الطويلة والمريرة إلى البيت الأبيض مرحلة جديدة وسط توقعات بتوسع الانقسام السياسي على الساحة الأميركية.
