Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

زيارة ولي العهد إلى الصين دفعة إضافية

يتوجه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إلى جمهورية الصين الشعبية غدا الأربعاء، في زيارة رسمية تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة في مجالات التعاون الوثيق بين البلدين.

وتتسم العلاقات الكويتية الصينية بطبيعة خاصة إذ تعد الكويت أول بلد خليجي يقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الصين منذ عام 1971 وهي علاقات آخذة بالتطور وتتصف ببعد استراتيجي تخدم رؤية الكويت التنموية من جهة وتطلعات الصين الاستشرافية من جهة أخرى.

وكانت الكويت أول دولة عربية تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة (الحزام والطريق) وحرصت على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات وتوثيق أواصر المصالح المشتركة لاسيما مع طرح رؤيتها التنموية الاستراتيجية (كويت جديدة 2035) التي تسعى إلى تطوير اقتصاد متنوع ومستدام وهو ما يتوافق بشكل كبير مع استراتيجية مبادرة الحزام والطريق.

ولعل أبرز ما سطرته متانة العلاقات الكويتية الصينية الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين على مستوى القادة وكبار المسؤولين وآخرها زيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه في عام 2018 التي كانت لها أهمية بالغة في مسيرة الشراكة السياسية والاقتصادية إذ عكست تلك الزيارة حرص القيادة السياسية في الكويت على توطيد العلاقات مع الصين على كل المستويات.

وتتجسد روابط الصداقة بين البلدين الصديقين في التعاون الوثيق في كل المجالات مع المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية لكل منهما إذ بلغ حجم التبادل الاقتصادي والتجاري في عام 2022 نحو 48ر31 مليار دولار أمريكي بزيادة سنوية قدرها 3ر42 في المئة.

وتعد الكويت سابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام إلى الصين فيما يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة حاليا في الكويت نحو 60 شركة تساهم في أكثر من 80 مشروعا لتصبح قوة حيوية في بناء البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الكويت.

ويشمل التعاون بين البلدين المجال الثقافي متمثلا في فعاليات متنوعة وزيارات متبادلة كان آخرها في الصين حفل مراسم افتتاح المعرض الافتراضي للتراث الثقافي غير المادي من الكويت والصين بعنوان (أعمال يدوية ذات دلالات فكرية) الذي أقيم في أبريل عام 2021 بمتحف الفنون الغربية في مدينة فوشان برعاية وزارة الثقافة والسياحة الصينية بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وعلى صعيد التعاون الثقافي أيضا افتتح المركز الثقافي الصيني في الكويت أمس الأول ليكون رمزا جديدا للعلاقات بين البلدين باعتباره نافذة حضارية أعدت لاحتضان العديد من الأنشطة طوال العام ومحطة رئيسية للتبادل الأكاديمي ومرجعا للتبادل الثقافي والحضاري حيث يضم المركز مكتبة قيمة وقاعات متنوعة الأغراض.

وتمثل العلاقات العسكرية المتميزة بين البلدين جزءا من علاقات الصداقة والتعاون إذ تثمن الكويت موقف الصين الداعم لها أثناء الاحتلال العراقي عام 1990 ودورها في إعادة الإعمار وإطفاء الآبار النفطية كما كان للكويت دورها الثابت تجاه القضايا المتعلقة بمسائل جوهرية مثل قضية تايوان وقضية بحر الصين الجنوبي.

وفي المجال الصحي برزت متانة العلاقات الثنائية في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إذ تضامن البلدان وعملا بروح الفريق الواحد لمكافحة الجائحة فزار فريق طبي صيني الكويت في مايو 2020 وعقد محادثات حول إجراءات الوقاية واختبارات الكشف عن الفيروسات وبروتوكولات العلاج والحجر فيما تبرع مجلس الوزراء الكويتي في مارس 2020 بثلاثة ملايين دولار للصين دعما لجهودها الحثيثة في احتواء الجائحة.

وحرص البلدان على التعاون في مجال التعليم وتبادل الطلبة من خلال منح تقدمها الصين للطلبة الكويتيين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه فيما توفد الصين عددا من طلبتها إلى الكويت لدراسة اللغة العربية وثقافتها في جامعة الكويت.

وشملت روابط الصداقة بين البلدين المجال الإنساني والتسامح الديني حيث تنفذ سفارة الكويت لدى الصين برعاية من الأمانة العامة للأوقاف الكويتية وبدعم سخي من المحسنين الكويتيين مشاريع إفطار الصائم في الصين متمثلا في توزيع سلال غذائية رمضانية على الأفراد والأسر المتعففة المقيمة هناك.

وعلى مدار أكثر من خمسة عقود على تأسيس هذه العلاقات ترسخت الصداقة التقليدية بين قيادتي البلدين وتطورت في مختلف المجالات اذ اصبح لدى الكويت في الصين وجود دبلوماسي كبير يتمثل بالسفارة في العاصمة بكين وقنصليتين في مدينتي غوانزو وشنغهاي.

ولا يزال البلدان حريصين على التواصل والتنسيق الوثيقين بينهما وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وتعميق التعاون المستمر في مختلف المجالات ودفع علاقاتهما إلى آفاق أرحب لتلبية تطلعاتهما وتحقيق أهدافهما التنموية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق