Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

حصرياً.. شيرين ابنة المخرج يحيى العلمي لـ”سيدتي”: لهذا السبب اعتذر عادل إمام عن مسلسل “رأفت الهجان”

واحد من أيقونات الدراما التليفزيونية، ورائد من رواد دراما الجاسوسية، وأحد كبار المخرجين الذين ارتبطنا بأعمالهم في الدراما التليفزيونية.. المبدع المتفرد الذي أخرج لوحات درامية عبرت عن مخرج يمتلك كل أدوات الإبداع من سيناريو جيد، اختيار ممثلين جسدوا أدوارهم بحرفية عالية، وحركة كاميرا مختلفة.
عناصر نجاح كان وراءها المتميز دائماً المخرج الراحل يحيى العلمي صاحب العلامات في الدراما التليفزيونية، مسلسلات “دموع في عيون وقحة”، “أديب”، “زينب والعرش”، “الأيام”، “هو وهي”، “الحاوي”، “نصف ربيع الآخر”، “بنات أفكاري” وغيرها من الأعمال الدرامية التليفزيونية.
التقينا ابنته شيرين يحيى العلمي لتتحدث لأول مرة عن والدها وتفتح قلبها لموقع “سيدتي”.

متى أدركتِ قيمة الأب يحيى العلمي كمخرج ورائد للدراما التليفزيونية ودراما الجاسوسية؟

أدركت قيمة أبي منذ طفولتي كمخرج كبير يخرج أعمالاً متميزة ارتبطت عند المشاهد بشهر رمضان، وأتذكر من ضمن المسلسلات التي أخرجها أبي لنور الشريف مسلسل “أديب”، وكنت معجبة جداً بهذا المسلسل وبالعصر الذي يدور فيه، إلى جانب أنني كنت معجبة جداً بعبقرية نور الشريف في تقمصه لهذا الدور، فقد كان هذا المسلسل من الأعمال المتميزة التي لم تأخذ حقها جيداً.

هل كنت تذهبين معه إلى الاستوديو؟

مرات قليلة ذهبت إليه في الاستوديو أثناء تصوير عمل من أعماله، لكنه لم يكن يحب أن يتواجد أي أحد من أفراد أسرته سواء أنا أو أمي الفنانة تهاني راشد أثناء تصويره لأي عمل، لأنه كان يحب أن يركز في عمله بعيداً عن البيت والأسرة.

قابلت بعض العمالقة الذين عمل معهم المخرج الكبير يحيى العلمي مثل الكاتب والشاعر الكبير صلاح چاهين ما ذكرياتك عن هذا اللقاء؟

لا أنسى زيارتي مع أبي في منزل صلاح جاهين أثناء الإعداد لمسلسل “هو وهي” لسعاد حسني وأحمد زكي، كنت صغيرة ومبهورة بشخصية صلاح چاهين من خلال رباعياته التي كان يحكيها ويقرأها لي أبي وأنا صغيرة. كنت أستمع إلى هذه الرباعيات بحب شديد، وكانت مفاجأة لي أن أرى صلاح جاهين كاتب هذه الرباعيات، كان بالنسبة لي هذا اللقاء مثل الحلم، جلست بجوارهما وكنت صامتة تماما، أراقب اللقاء بينهما، وأرى أبي يحكي لصلاح جاهين أفكاره عن مسلسل “هو وهي” ورؤيته للعمل، وكان صلاح چاهين يحول رؤية أبي إلى كلام مكتوب في نفس الوقت.

ما أصعب مسلسل بالنسبة ليحيى العلمي كمخرج؟

أكثر مسلسل أرهق أبي مسلسل “هو وهي”، المسلسل كان في البداية 30 حلقة ولكن أبي اكتفى ب 15 حلقة لأن كل حلقة في هذا المسلسل كانت مليئة بتفاصيل كثيرة، وبمثابة فيلم بقصة جديدة مما أرهق سعاد حسني وأحمد زكي نفسياً وعصبياً في أداء كل شخصية وتقمصها.. وكان ذلك مرهقاً جداً لهما ولأبي أيضاً.. إلى جانب أنه أخذ وقتاً طويلاً في تصوير التتر الخاص بالمسلسل، حيث كان يصور مشاهد واستعراضات أحمد زكي بمفرده، وأيضا مشاهد استعراض سعاد حسني بمفردها.

أسباب اختياره أحمد زكي لدور طه حسين

قدم المخرج يحيى العلمي قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل “الأيام” بحرفية عالية في الإخراج وكانت مجازفة منه اختياره للنجم أحمد زكي.. ما ذكرياتك عن هذا المسلسل؟

كنت طفلة في هذا الوقت، ولكن هناك بعض التفاصيل قد حكى لي أبي عنها، فمثلاً كان أبي أول من أدخل التعبير عن كلام طه حسين وشعوره الداخلي بأغنية قصيرة بدل الحوار، وكان قلقاً جداً من هذه التجربة ومن رد فعل الجمهور عليها، ولكنها نجحت بشكل كبير، ووجدت صدى رائعاً لدى الجمهور والنقاد، فقد أعطت الأغاني رقياً كبيراً للعمل.. وهذه الأغاني كانت من تلحين الموسيقار عمار الشريعي الذي كانت تربطه بأبي صداقة شخصية وفنية كبيرة، وكان أبي يحب العمل معه ومع صلاح جاهين وسيد حجاب، كانت هناك كيمياء بينهم، أما بالنسبة لاختياره للفنان أحمد زكي لكي يجسد شخصية طه حسين فكان يرى فيه عبقرية في الأداء وفي التمثيل بالرغم أنه كان في ذلك الوقت ليس نجم شباك، ولكن أبي وجد فيه موهبة وأنه سينجح في أداء دور طه حسين، وبالفعل نجح أحمد زكي في أداء الدور وتحققت نبوءة أبي. كان دائماً أبي يجازف بالنجوم ويقتنع ويرى في كل نجم نجاحه في الدور الذي سيسنده له، مثلما جازف أيضاً بالنجم أحمد بدير في دوره في “الزيني بركات”، وكان دوراً مختلفاً تماماً عما قدمه من قبل. لكن أبي كان لديه بُعد نظر واقتناع بإمكانيات أحمد بدير ويرى أنه سينجح في أداء دور مختلف عليه وقد حدث.

أبي وعمار الشريعي

كيف كان يعد للموسيقى التصويرية لأي عمل مع عمار الشريعي؟

كان يذهب لعمار الشريعي في المنزل ويحكي له القصة كاملة، وكان عمار يسمعه ويقول لأبي حدثني عن كل شخصية، وكان أبي يجيد السرد حتى يستوعب عمار الشريعي القصة ويفهم أحاسيس كل شخصية ليؤلف لها الموسيقى التصويرية المناسبة لها. أبي كان يقتنع تماماً أن الموسيقى التصويرية أحد أساسيات نجاح أي عمل، وقد حدث ذلك في “رأفت الهجان”، “الأيام”، “زينب والعرش”، “دموع في عيون وقحة”، “هو وهي”، وغيرها من الأعمال المتميزة.

مواصفات العمل الذي كان يخرجه يحيى العلمي

على أي أساس كان يختار يحيى العلمي العمل الذي يخرجه؟

كان أبي يخرج مسلسلاً واحداً في السنة، ويعرض في رمضان، لأنه كان دقيقاً، فقبل ما يبدأ تصوير العمل يقطّع المشاهد ويعدل أحياناً في السيناريو ويجري بروفات مع الممثلين لقراءة السيناريو، ويقوم بتجهيزه كاملاً بما فيه من تقطيع للمشاهد وحركة الكاميرا ثم يبدأ التصوير، وكان يختار الأعمال التي تناسب الرسالة المؤمن بها في حياته، وأن يشعر بأن العمل سيوصل هذه الرسالة.

أسباب اعتذار عادل إمام عن دور رأفت الهجان

هل كان المخرج يحيى العلمي يأخذ قرارات سريعة وفي الوقت المناسب؟

نعم، أبي كان سريع القرارات ويأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب مثلما حدث في مسلسل “رأفت الهجان”، فقد كان عادل إمام هو المرشح الأول في دور رأفت الهجان لكنه اختلف مع أبي على أن تبدأ أحداث المسلسل بطريقة الفلاش باك، وأبي كان مقتنعاً تماماً أنه يجب أن تبدأ الأحداث فلاش باك، وعادل إمام كان غير مقتنع بذلك، فاختلفا واعتذر الفنان عادل إمام وأسند أبي الدور على الفور للفنان محمود عبد العزيز.

لقائي بالسيد عزيز الجبالي

ذكرياتك عن مسلسل “رأفت الهجان”؟
أتذكر عندما اصطحبني أبي لأقابل السيد عزيز الجبالي والذي قام بدوره الفنان محمد وفيق، وكان أبي في ذلك الوقت يريد أن يخرجني من حالة حزني على صديقة لي تعرضت لموقف سيئ في حياتها، كان لقاء لا أنساه، جلست مع السيد عزيز الجبالي وقال لي: “نفسك تسأليني في إيه”.. وأتذكر أنني سألته في أشياء عديدة واستفدت جداً من هذه المقابلة، وأتذكر أن أبي كتب مقالة عن هذا اللقاء في مجلة “نص الدنيا” حيث كان يكتب بها مقالة أسبوعياً.

كواليس مشهد نكسة 67

من أجمل مشاهد مسلسل “رأفت الهجان” مشهد رد فعل النجم محمود عبد العزيز على نكسة 67 وحالة الحزن الشديدة التي ظهرت عليه.. هل حكي لكِ والدكِ عن كواليس هذا المشهد؟

كان من أجمل وأصدق المشاهد التي جسدها الفنان محمود عبد العزيز، فقد حكى لي أبي كواليس المشهد، فقد قال للفنان محمود عبد العزيز “جاهز يا محمود”، وكان أبي يريد أن يصور المشهد من أول مرة، فرد عليه محمود عبد العزيز “اعطيني خمس دقائق لأدخل في جو المشهد وأصل لقمة التقمص” بعدها قال “أنا جاهز يا أستاذ يحيى وهصور المشهد من المرة الأولى”، وبالفعل تم تصوير المشهد من أول مرة وكان من أقوى وأروع المشاهد في المسلسل.

كانت طفولة المخرج يحيى العلمي تنبئ عن مخرج متميز في المستقبل كيف كانت طفولته مختلفة عن أي طفل آخر في العائلة؟

عندما كان أبي يسافر مع عائلته للمصيف في رأس البر، كان كل أفراد العائلة أولاد عم أو خالة في البحر وأبي في ذلك الوقت يكتب مسرحيات، وفي المساء يمثل أولاد العم أو الأقارب المسرحيات التي يكتبها أبي ويقوم بإخراجها ويقدمونها للعائلة.
التحق أبي بكلية الحقوق، وبعد تخرجه عمل كمحام لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك كان هناك إعلان مطلوب فيه مخرجين ومذيعين يعملون في التليفزيون، وبالفعل ذهب أبي مع صديق له كان يريد أن يقدم في هذا الإعلان، ولم يكن أبي ينوي التقديم لهذا الإعلان ولكن أقنعه صديقه وملأ استمارة التقديم، وبالفعل نجح أبي ولم ينجح صديقه.. بدأ أبي كمخرج تنفيذ ثم بدأ بإخراج المسلسلات، وأثناء ذلك سافر لدراسة الإخراج في ألمانيا وانجلترا ثم عاد ليكمل رحلته مع الدراما التليفزيونية.

  • من أكثر الفنانين القريبين لقلبه؟

يحيى الفخراني أخرج له مسلسل “نصف ربيع الآخر” ومسلسل “لا”، وفاروق الفيشاوي أخرج له مسلسل “دموع صاحبة الجلالة” و”الحاوي”، وكان يعشق الفنان محمود مرسي أخرج له آخر أعماله “بنات أفكاري” ومسلسل “العملاق”.

  • هل أضاف لأي ممثل عمل معه؟

أبي أضاف لكل النجوم الذين عمل معهم، لأنه المخرج المايسترو الذي يقود العمل، ودائماً كان يخرج أبي من أي ممثل أشياء لم يكن الممثل نفسه يتوقع أن تكون فيه، بالرغم من عبقريته كممثل.
هل كانت هناك منافسة بينه وبين مخرجي جيله محمد فاضل وإسماعيل عبد الحافظ؟
لم يكن هناك بينهم أي تنافس، لأن كل واحد منهم كان مبدعاً، ولكل منهم أسلوبه الخاص في الأعمال التي يقوم بإخراجها.
ترشيحه لزوجته الفنانة تهاني راشد في “رأفت الهجان” كان مفاجأة لها

  • لماذا فوجئت الزوجة الفنانة تهاني راشد بترشيح المخرج يحيى العلمي لها في دور “سيرينا أهاروني” في مسلسل “رأفت الهجان”؟

كان بالنسبة لأمي ترشيح أبي لها في مسلسل “رأفت الهجان” في دور “سيرينا أهاروني” بمثابة مفاجأة لها لأنه لم يخبرها. وفوجئت بأنها تستلم سيناريو العمل ومكتوب عليه من إخراج يحيى العلمي، لدرجة أنها كان لديها شك بأن يكون هناك خطأ. عاد أبي إلى المنزل وقال لها “هل قرأتِ الدور” فقالت له “من دون أن أقرأه أنا موافقة”. فقال لها “اقرئي الدور واحكمي عليه هل سيناسبك أم لا”. وبالفعل قرأت الدور وأعجبت جداً به. فقد رآها أبي في هذا الدور، لأنها كانت بحكم تربيتها وتعليمها في مدارس راهبات قابلت الكثيرات من جنسيات أجنبية، وكانت تجيد تقليد اللكنة الخاصة بهم مما ساعدها في تقمص الدور جيداً.

ما الذي أخذته من والدك المخرج يحيى العلمي؟

أخذت من أبي التواضع، فقد كان يهتم بردود فعل الناس أكثر من الصحفيين والفنانين على أعماله، كان يهتم أن يعرف هل الرجل البسيط يفهم ما يقدمه من رسالة، ونفس الشيء يهتم برد فعل الناس العادية، وكان يعرف آراء الناس عندما يقابلونه ويسلمون عليه. وكان أمام منزلنا سوبر ماركت كان يسلم على كل العاملين به كل يوم أثناء ذهابه إلى العمل، ويهتم أن يعرف منهم رأيهم في مسلسله الذي يعرض في ذلك الوقت. وكان يقول لي طالما وصلت الرسالة التي أقدمها في أي عمل فني للناس العادية إذن أنا نجحت.
ومن أكثر الأعمال التي أثرت في الناس مسلسل “نصف ربيع الآخر”، لأن القصة تخص معظم البيوت، العلاقة الزوجية الناجحة والحب الأول، وكانت الناس تقابله في الشارع وتتحدث معه عن العمل ومدى تعاطفهم أحياناً مع الزوجة أو مع حبه الأول.

هل أحب يحيى العلمي أعماله السينمائية “خائفة من شيء ما”، و”طائر الليل الحزين”، “شلة الأنس”، “تزوير في أوراق رسمية”، و”خليل بعد التعديل” وغيرها من الأعمال الأخرى مثلما أحب أعماله التليفزيونية ؟

بالتأكيد أبي كان يحب أعماله جميعها التليفزيونية والسينمائية والمسرحية. لأنه كان يدرس كل عمل ويختاره بعناية ويؤمن به كثيراً، ويكون متوافقاً مع الرسالة التي يريد أن يقدمها، لكنه كان ينحاز أكثر للعمل في التليفزيون، ويشعر دائماً أن التليفزيون هو بيته الثاني الذي يفضل أن يعمل فيه، ودائماً ما يقول لي إن تليفزيون بلدي يوفر لي كل إمكانيات الأعمال التي أخرجها فولائي وحبي الأول والأخير له.

  • كان المخرج يحيى العلمي صديقاً للكاتب أسامة أنور عكاشة لماذا لم يعملا معاً؟

أبي كان يحب أعمال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، لأنه صديق له، لكن لم يمهل القدر أبي أن يخرج له مسلسل “أميرة في عابدين”.

هل كان يشاهد معكم الحلقة الأولى من أي عمل له؟

كان حريصاً أن يأتي أول يوم رمضان يفطر معنا أثناء تصويره للمسلسل الذي يقوم بإخراجه لكي يتعرف على ردود أفعالنا على الحلقة الأولى، وكان أثناء العرض ينظر إلى وجوهنا ويلتزم الصمت، وبعد نزول تتر النهاية ينتظر آراءنا.

“بنات أفكاري” المسلسل الأخير ليحيى العلمي

مسلسل “بنات أفكاري” للمؤلف الراحل محسن زايد وبطولة محمود مرسي وإلهام شاهين هل كان يشعر أنه العمل الأخير له؟
كان أبي مريضاً أثناء إخراج هذا العمل، وأثناء مونتاجه كان محجوزاً في المستشفى وصرح له الأطباء أن يذهب للمونتاج ساعات قليلة ويعود للمستشفى، واستمر ذلك حوالي أسبوعين، وكنت أقوم بتوصيله وأظل معه حتى ينتهي من المونتاج وأعود معه للمستشفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *