Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي وافق مضطرا على الصفقة إثر احتجاجات عائلات الرهائن

محللون إسرائيليون: “قادة جهاز الأمن الإسرائيلي أدركوا، بالأيام الأخيرة، أن الصفقة تتقدم وأنه ستكون هناك حاجة إلى تنفيذها، حتى بثمن إبطاء وتيرة الهجوم البري. وادعاء نتنياهو، كأن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا في المفاوضات، بعيد عن الحقيقة”

احتجاج عائلات الرهائن في تل أبيب، أمس (Getty Images)

جاءت مصادقة الحكومة الإسرائيلية، الليلة الماضية، على صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بعد أن اضطر وزير الأمن، يوآف غالانت، وقيادة الجيش الإسرائيلي والشاباك على هذه الصفقة التي كانوا قد عارضوها، بادعاء وجوب مواصلة الحرب على غزة وتحقيق “أهدافها”، بالقضاء على حماس.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الأربعاء، إلى أن تغيّرا حصل في موقف غالانت وقيادة الجيش والشاباك، في الأيام الأخيرة، “عندما أدركوا أن الصفقة تتقدم وأنه ستكون هناك حاجة إلى تنفيذها، حتى بثمن إبطاء وتيرة الهجوم البري”.

وأضاف أنه “لن يتضرر الجيش الإسرائيلي من فسحة زمنية لتنظيم نفسه، كي يسمح للقوات أن تستعد للهجوم العسكري المقبل، بعدما “تردد كابينيت الحرب، الأسبوع الماضي، وامتنع عن المصادقة على مقترح سابق للصفقة قدمته قطر”.

نازحون نحو جنوب قطاع غزة، السبت الماضي (أ.ب.)

ولفت هرئيل إلى أن التغيير في موقف قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي بشأن الصفقة “ليس مرتبطا بشروط الصفقة فقط، وإنما بإدراك جهاز الأمن أيضا أن احتجاجات عائلات المخطوفين تستقطب تأييدا جماهيريا كبيرا، وأنه سيكون من الصعب الاستمرار في المناورة البرية في جنوب القطاع إذا تصاعد الغضب في الرأي العام بسبب ما سيستوعب أنه تخلي عن النساء والأطفال” الذين يتوقع الإفراج عنهم في الصفقة التي تمت المصادقة عليها.

ورأى المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن “العبرة التي ينبغي أن تكون ماثلة أمام عائلات المخطوفين بعد المصادقة على الصفقة، قاطعة، وهي ممارسة أكبر ضغط ممكن. ورغم أهمية اللقاءات (التي عقدتها عائلات الرهائن) مع ممثلي حكومات أجنبية، لكن الأهم منها هي اللقاءات التي عقدت هنا، مع وزراء الكابينيت، كما أن ثمة أهمية للمظاهرات والمسيرات والجهود غير المتوقفة من أجل وضع تحرير المخطوفين في رأس الأجندة”.

وأضاف برنياع أن العائلات “لن تحقق مرادها بحملة لطيفة. وفي الجيش الإسرائيلي مقتنعون بأن الضغط العسكري دفع يحيى السنوار إلى إظهار ليونة معينة في شروط الصفقة وتوقيتها. وهذا صحيح على ما يبدو. وخضع الجانب الإسرائيلي لتحول ليس أقل حجما. والإدارة الأميركية، بيني غانتس، غادي آيزنكوت وأرييه درعي أيدوا الصفقة. ويوآف غالانت أراد منح القوات المقاتلة المزيد من الوقت. وأيد قيادة الجيش. وما حسمت الأمر في نهاية المطاف هي حملة العائلات”.

واعتبر أن البدائل للصفقة “سيئة والقرارات صعبة. وخطة الصفقة المبنية على نبضات، وقف إطلاق وبعده هدنة ثم هدنة أخرى، بضع مصاعب أمام عملية عسكرية متواصلة ويعرقل خططا. كما أنه يسبب إحباطا في صفوف القوات بسبب عدم التقدم، ويؤدي إلى ضغط في ميدان القتال وفي الجبهة الداخلية باتجاه تسريح جنود الاحتياط”.

دبابة إسرائيلية استهدفها مقاتلو حماس (تصوير شاشة – Getty Images)

وادعى برنياع أن “هذه ليست صفقة، لأن كلمة صفقة مستنكرة عندما يكون الحديث عن (إبرامها مع) منظمة إرهابية. هذا ابتزاز واضطرار. لكن في الوضع الحاصل لم يكن هناك مفرا من دفع هذا الثمن. والبديل هو التخلي عن المخطوفين مرة ثانية بعدما تم التخلي عنهم في 7 أكتوبر، وسيكون هذا البديل أسوأ وأخطر”.

وتابع أنه “عدا الثمن بالدماء والأنفس الذي كان سيدفع، كان هذا البديل سيبقي وصمة أخلاقية لا تُمحى على الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي”، مضيفا أنه “لذلك لم أفهم لماذا غذّت جهات مجهولة داخل الجيش الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، المراسلين العسكريين بادعاءات ضد الصفقة. وجنيع المطلعين على عمليات من هذا النوع يعلم أن ادعاءات الجيش ستختفي، وهذا ما حصل أمس”.

وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، أكد برنياع على أنه “لا مكان لهتاف النصر. ولا حتى لأدنى هتاف. والادعاء الذي تعالى من أقوال بنيامين نتنياهو، كأن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا في المفاوضات، بعيد عن الحقيقة. فهذه الصفقة نفسها التي اقترحها رئيس وزراء قطر، في الأسبوع الأول للحرب، مع تعديلات طفيفة. وإسرائيل لانت قليلا؛ وحماس لانت قليلا. وفي النهاية، حصل السنوار على مراده”.

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، إلى أنه “بموجب تقديرات مختلفة في جهاز الأمن، فإن تطبيق فعلي لوقف إطلاق نار لأربعة أيام وتنفيذ المرحلة الأولى لصفقة التبادل ممكن أن يتم غدا أو بعد غد فقط”.

واعتبر أن “تجربة الماضي من القتال ضد حماس في قطاع غزة تدل على أنه سواء الحرب النفسية من جانب قيادة حماس، والصعوبات والفجوات لدى ترجمتها ميدانيا بخطة وقف إطلاق نار، أو أحداث كبيرة قد تتطور في أيام الحرب القريبة والتي يتوقع أن تكون شديدة جدا، هذه كلها من شأنها أن تؤخر الجدول الزمني” لتنفيذ الصفقة.

وأضاف ليف رام أن “الأيام القريبة إلى حين تطبيق الصفقة فعليا يتوقع أن تكون متوترة جدا، فيما يتطلع الجيش الإسرائيلي إلى استغلال هذه الأيام من أجل تعميق العمليات العسكرية والضغط العسكري على حماس. وذلك، من خلال التشديد على استكمال عمليات عسكرية في المستشفيات في القطاع، ومستشفى الشفاء بشكل خاص، وتدمير أنفاق مركزية، وورشات صنع أسلحة، مخازن أسلحة ومنشآت مركزية أخرى لحماس في المناطق التي حقق الجيش الإسرائيلي فيها سيطرة عسكرية”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *