Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

المزاج القومي الإسرائيلي سيتغير باستمرار الحرب واتساع الجبهات

عدم حل قضية الرهائن والأسرى سيؤدي إلى “تراجع مناعة المجتمع الإسرائيلي والتأييد للمجهود الحربي”، واستمرار الحرب سيجعل سكان “غلاف غزة” يفقدون صبرهم، “وشعار ’معا سننتصر’ قد يصبح أجوفا باتساع الشرخ الإسرائيلي الداخلي”

مظاهرة لعائلات الرهائن في تل أبيب، أمس (Getty Images)

تؤيد أغلبية كبيرة جدا من الجمهور الإسرائيلي الحرب على غزة، في أعقاب “الصدمة الجماعية” في أعقاب هجوم حماس المفاجئ في “غلاف غزة”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، الذي أدى إلى “شعور بتهديد وجودي”، حسب تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب اليوم، الخميس.

وبعد مرور 47 يوما على بدء حرب إسرائيل على غزة، وأربعة أسابيع على المناورة البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، لا يزال تأييد الجمهور الإسرائيلي لهذه الحرب وأهدافها المعلنة، القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى من غزة، واسعا وكذلك تأييد وسائل الإعلام لها.

وتساءل التقرير إلى متى سيبقى هذا التأييد بشكله الواسع الحالي، وما هي العوامل التي من شأنها أن تقوض هذا التأييد. وحسب التقرير، فإن الحرب على غزة قد تمتد لفترة طويلة بقوة متفاوتة. وأشار إلى احتمالات حدوث “أخطاء صعبة” من جانب الجيش الإسرائيلي، “سيكون لها تأثير على المزاج القومي، الذي سيتأثر أيضا بحجم الخسائر بين الجنود. وعموما، كلما تكون الإنجازات العسكرية الميدانية واضحة وملموسة وأكبر، قياسا بالأهداف المعلنة للحرب، سيتم الحفاظ على تأييد الجمهور. وما قد يبدو أنه ’جمود’ متواصل، ترافقه خسائر كثيرة، من شأنه أن يمس بالتأييد الجماهيري”.

ومن شأن عدم حل قضية الرهائن والأسرى الإسرائيليين بشكل كامل، أن يؤدي إلى “تراجع مناعة المجتمع الإسرائيلي والتأييد للمجهود الحربي”، حسب التقرير. كذلك فإن إطالة مدة الحرب من شأنها أن تجعل السكان الذين تم إجلاؤهم من “غلاف غزة” أن “يفقدوا صبرهم وأن يعبروا عن ضائقتهم وتوجيه اتهامات حول التخلي عنهم وتقويض المزاج القومي”.

قوات الاحتلال في مخيم بلاطة في نابلس، اليوم (Getty Images)

واعتبر التقرير أن تخوف سكان البلدات في شمال إسرائيل من العودة إلى بيوتهم، إلا في حال تغيير الواقع الأمني في جنوب لبنان، من شأنه أن يستوجب حربا واسعة وربما شاملة مع حزب الله. وحرب طويلة ومعقدة كهذه، خاصة إذا نشبت في موازاة الحرب في قطاع غزة، ستضع مصاعب كبيرة جدا على داخل إسرائيل، لدرجة تقويض التأييد الجماهيري للمجهود الحربي، وأن تثير تدريجيا تساؤلات حول استمرار الحرب وحتى معارضتها والبحث عن سبل للخروج من كلتا الجبهتين”.

وتوقع التقرير أن الوضع في الضفة الغربية قد يتفجر، على خلفية إرهاب المستوطنين أيضا.

إلى جانب ذلك، فإن حرب لفترة طويلة، خاصة في جبهتي غزة ولبنان، ستكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر. “فتكاليف الحرب نفسها مرتفعة جدا، ومئات آلاف المجندين (لقوات الاحتياط) والمواطنين الذين تم إجلاؤهم لا يعملون، والعودة إلى الوضع الطبيعي في مؤسسات التعليم وأماكن العمل بطيئة وكذلك التأخير في الإمدادات في البلاد ومن خارجها، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى أوضاع صعبة على مستوى الدولة والعائلات. وقد يتم التعبير عن ذلك بتراجع التأييد للمجهود الحربي”.

وأضاف التقرير أن “شعار ’معا سننتصر’ قد يصبح أجوفا أمام سيناريوهات يتعالى من خلالها، وبقوة أكبر، التنافر السياسي العميق في الجمهور الإسرائيلي”، مثل الشرخ على خلفية خطة إضعاف القضاء، “وتبرز حاليا مؤشرات مقلقة حيال ذلك، وتدل على الانقسام وسياسة الهويات لا تزال نابضة تحت سطح الأرض”.

نازحون ودمار في غزى (أ.ب.)

ولفت التقرير إلى أن “استمرار الهلع، الحرج، انعدام اليقين، المصاعب اليومية والإحباط، بسبب عدم تحقيق إنجازات حقيقية سريعة، من شأنها أن تتراكم وتعمق الشرخ في داخلنا، وهذا هو العدو الداخلي الكبير للتضامن الحاصل والمطلوب جدا أثناء الحرب”.

ورجح التقرير أن “يصل الضغط الخارجي على إسرائيل من أجل إبطاء ولجم الهجوم العسكري قبل نشوء ضغط داخل لتنفيذ ذلك. وسيأتي على خلفية خلافات رأي عميقة حيال صورة الوضع التي يتم التطلع إليها بعد الحرب. وتقويض الدعم الدولي، وخاصة الأميركي، من شأنه أن ينعكس سلبا على الحلبة الداخلية وزيادة الشكوك والتحفظات الداخلية بشأن استمرار المجهود الحربي في القطاع”.

وشدد التقرير على أن “العامل الزمني لا يعمل لصالح إسرائيل بالضرورة. وستضع حرب طويلة وخاصة إذا اتسعت لجبهات أخرى، تحديا كبيرا أمام مناعة المجتمع الإسرائيلي، ومن شأنه أن يخلق ’ساعة رملية’ داخلية، ستؤدي إلى تقويض الدعم الحاصل والمس بالتضامن الجماهيري وبتأييد جهود الجيش الإسرائيلي”.

ولفت التقرير إلى أنه “منذ نشوب الحرب، تعمل الحكومة مقابل التحديات المدنية الداخلية بمستوى جزئي وحسب، وهي مرتبكة بقدر كبير، وبشكل لا يتلاءم مع توقعات الجمهور”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *