مقهى «المتشائمين» الياباني.. الطعام السيئ وسيلة لتحفيز المشاعر الإيجابية – منوعات

مقهى أنيق صمم بالديكور الريفي تزين واجهته الألوان المبهجة رغم أنه خُصص لفئة محددة من الزبائن، مقسم إلى مجموعة غرف من الداخل، كل غرفة مستقلة عن الأخرى، يقع في منطقة شيموكيتازاوا الهادئة في طوكيو اليابانية، لكنك ربما تشعر بالصدمة حين تعرف أن المقهى مخصص للمكتئبين والمتشائمين!

مقهى للمكتئبين!

قبل 3 أعوام، أصيب المواطن الياباني موري أوتشي، بفيروس كورونا لكنه لم يعد حاله كالسابق، إذ خرج من أزمة كورونا مصابًا بالاكتئاب فجاءت له فكرة إنشاء مقهى للمكتئبين، وفق تصريحاته لصحيفة «يوميوري اليابانية»: «كنت أشعر بحالة اكتئاب وتأكدت من أن الأشخاص السلبيين هم أكثر حساسية عن غيرهم، يتعرضون للأذى بسهولة، لذلك أنشأت مساحة آمنة مخصصة لهم».

مالك المقهى قرر تسميته على اسمه، كما اشترط عدم دخول المقهى لغير المكتئبين، وفي البداية يجري فحصًا سريعًا لرواده من خلال تجربته، ليتأكد من أنهم الفئة المطلوبة للدخول، يقول: «إحساسي وتجربتي مع الاكتئاب جعلتني أشعر بمن آراه، وفي بداياتي قررت إجراء فحصًا سريعًا لهم؛ للتأكد من أنهم الفئة المعنية حتى اشتهر المقهى».

المقهى يقدم الطعام والمشروبات فقط للمتشائمين، والمكتئبين، وهو عبارة عن أطعمة وأنواع من الكوكتيلات المصنوعة من مكونات ملونة مذاقها سيئ ولونها مثير للاشمئزاز، وفق مالكه: «أنا شخص مكتئب لذلك أقدم أطعمة ذات مذاق سيئ للمكتئبين لإثارة اشمئزازهم ليكونوا إيجابيين».

لماذا جرى إنشاء مقهى للمكتئبين؟

«موري» يشعر أن التفكير السلبي ليس سيئًا فهو شكل من أشكال اللطف: «كونك إيجابيًا فهذا أمر جيد، لكنني لا أعتقد أن التفكير السلبي أمر سيئ، هو عبارة عن التحفظ في سلوكهم، وهو شكل من أشكال اللطف، وأن نخصص مساحة آمنة للمكتئبين فهو حق لهم».

داخل غرف المقهى يكون الزبائن على طبيعتهم دون القلق بشأن نظرات الآخرين، يمارسون ما لم يستطيعوا ممارسته بالخارج، يبكون، يضحكون، يلعبون، يشعرون وكأنهم غير مراقبين وهو أمر جيد، وفق مالك المقهى.