Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

“من يقبل دخول غزة على دبابة إسرائيلية لحكمها”؟

“كلّنا نعلم كيف بدأت الحرب، لكن لا أحد يعلم كيف ستنتهي، ولا متى ستنتهي، ولا على أيّ أرض سوف تنتهي”.

قال القيادي في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان في مؤتمر صحافي “للذين يظنون أن حماس ذاهبة، ستبقى حماس ضمير شعبنا وتطلعاته ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها”، مضيفًا أن “مخططات أميركا والاحتلال أحلام وجزء من حرب نفسيّة نرجو ألا يتورّط بها أحد”.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام

وصرّح حمدان الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “نعرف أن هناك من يبحث مع قادة في السلطة ومع قادة في المنطقة مرحلة ما بعد حماس، هذه حرب معنوية يخوضها الاحتلال تكمّل الحرب على الأرض في غزة وفي الضفة وفي كل مكان”.

وأضاف: “إذا أردتم التحدث في مرحلة ما بعد حماس، فهذا (يعني التحدث بمرحلة) ما بعد الشعب الفلسطيني، يعني ما بعد فلسطين”، رافضًا خطط “عزل حماس”، ومشددًا على أن الحركة لن تقبل بـ”وصاية” على قطاع غّزة.

الجهاد الإسلامي

ورفضت حركة الجهاد الإسلامي التي تساند حماس في قطاع غزة، بدورها أي سلطة مستقبلية ستفرض هناك.

وقال نائب الأمين العام للحركة محمد الهندي من بيروت “يتحدّثون عن قوّات دوليّة أو قوّات عربيّة لتحكم غزة، هل يستطيع أحد أن يحكم مدينة بكلّ هذا الوجع وكلّ هذا الدمار؟ ثمّ أن تأتي قوّات دوليّة لتحكم غزة لصالح الاحتلال، سيعتبرها الشعب الفلسطيني قوّات احتلال بلا أدنى شكّ وسيُقاتلها”.

وأضاف “يتحدّثون عن السلطة الفلسطينيّة. تأتي سلطة فلسطينيّة على ظهر دبّابة إسرائيليّة بعد كلّ هذه المجازر لتحكم قطاع غزّة؟ كيف؟ من سيبني هذه المدن التي دُمّرت؟ (خطة) مارشال جديد لا تستطيع أن تبنيها”، في إشارة إلى الخطة الأميركية التي وضعت لمساعدة أوروبا الغربية عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

سيناريوهات وأراء

يستبعد مسؤولون ومحلّلون عودة السلطة الفلسطينيّة الى حكم غزّة “على دبّابة إسرائيليّة”، في حال نجاح إسرائيل بتحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس، بعد أن أثارت واشنطن هذا الاحتمال.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تستعيد، عندما تنتهي الحرب، السيطرة على قطاع غزة، وإن أطرافًا دولية أخرى يمكن أن تؤدي أيضا دورًا خلال فترة انتقالية.

لكنّ عباس ربط خلال لقائه الأخير بلينكن في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، عودة السلطة الفلسطينيّة إلى قطاع غزّة بعمليّة سياسيّة شاملة، وقال إنّ “قطاع غزّة جزء لا يتجزّأ من دولة فلسطين، وسنتحمّل مسؤوليّاتنا كاملةً في إطار حلّ سياسي شامل على كلّ من الضفّة الغربيّة، بما فيها القدس الشرقيّة، وقطاع غزّة”.

وأعاد بلينكن طرح السيناريو نفسه بعد أيام قليلة، وتحدث عن “رغبته في رؤية قطاع غزة موحدًا مع الضفة” بعد الحرب.

حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي وصل بدعم من حركة حماس يقول لوكالة فرانس برس إنّ الأمور بعد نهاية الحرب في غزّة ستكون على شكل “إدارة مدنيّة وحكم عسكري بوجود مجتمع دولي، والسلطة الفلسطينيّة ستكون جزءًا من الإدارة المدنيّة لمنطقة محترقة”.

لكنّه يضيف “لا أعتقد أنّ أحدًا يقبل بأن يذهب في هذه الظروف لإدارة غزّة، ولا يوجد فلسطينيّ، ولا يوجد عاقل، يقبل بأن يعود على دبّابة أميركيّة أو ميركافا إسرائيليّة”.

وفي مذكرة حديثة، اعتبرت “مجموعة الأزمات الدولية” أن هناك أملاً ضئيلاً في إمكان عودة السلطة الفلسطينية “التي لا تحظى أصلا بشعبية كبيرة”، إلى غزة بعد غزو إسرائيلي، وبألا “تُعامَل كعدو”.

سلام فياض، رئيس الحكومة الفلسطيني السابق، يطرح “حلاً يقوم على إدراج حركتي حماس والجهاد الاسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية”، ومن ثم تشكيل حكومة تُوافق عليها منظمة التحرير الموسّعة، بحيث تتحمل المسؤوليّة عن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية خلال فترة انتقاليّة، ومن خلال “تفاهمات أمنيّة صارمة” مع إسرائيل.

أستاذ السياسة والعلاقات الدوليّة في جامعة غزة، جمال الفاضي، يقول: “أعتقد أنّ الحديث اليوم وربّما الحراك الدبلوماسي الكبير الذي يقوده وزير الخارجيّة الأميركي حول ما بعد حماس في قطاع غزّة، هو محاولة لاستطلاع مواقف كلّ أطراف دول المنطقة والسلطة الفلسطينيّة، وهو ناتج عن خشية الولايات المتحدة من عدم وجود خطّة استراتيجيّة وتصوّرٍ ما لإسرائيل حول غزّة”.

ويشير الى أنّ “السلطة الفلسطينية تريد حلًّا تكون حماس جزءًا منه أو على الأقلّ تُوافق عليه، وغير ذلك سيكون تورّطًا في حرب أهلية أو صراع داخلي جديد”.

مدير الهيئة الأهليّة الفلسطينيّة لاستقلال القضاء، ماجد العاروي، يرى أنهّ من “الغباء أن يَقع أيّ فلسطيني في شرك البحث في شكل حُكم غزّة بعد الحرب”.

ويضيف “كلّنا نعلم كيف بدأت الحرب، لكن لا أحد يعلم كيف ستنتهي، ولا متى ستنتهي، ولا على أيّ أرض سوف تنتهي”.

ويتابع “الحديث الآن عن اقتسام الكعكة، خصوصًا من جانب الفلسطينيّين، أمرٌ فيه درجة من الغباء السياسي وخوض في أمور افتراضيّة غير معلومة النتائج”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *